خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

المئوية الأردنية الثانية تضيء شمعتها الوهاجة

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
د. فيصل غرايبة تطوي المملكة الأردنية الهاشمية هذا العام مئة عام من عمرها المديد بثوبها الحديث، منذ أن أصبحت ملاذاً لمن سعى إليها ينشد الأمان و الاستقرار، وصارت نسيجاً اجتماعياً، حولها بهمة القادمين والمقيمين، إلى رمز الثقافة الواحدة، تقوم على حداثة متأصلة، تتجاوز تراثها بالإثراء، وتحول من فيها من متساكنين إلى مواطنين، فالعادات والتقاليد واحدة، والمشاعر والآمال مشتركة. يقولون بلهجة واحدة، «نحن الاردنيون»، اعتزازا بانتمائهم ووفاء لبلادهم.

ويفخر الأردنيون بهذا العام بأن بلادهم أصبحت ذات مدن جميلة منظمة، يتطاول فيها البنيان وتتسع بها الرقعة، ويكثر فيها الحراك الاجتماعي والاقتصادي، تشق فيها الطرق الخارجية وتمد في مدنها الشوارع وتبني جسوراً وأنفاقاً، والسيارات بأصنافها المتعددة فيها تجوب الشوارع، كم تبنى فيها البيوت جديدة الطابع، جميلة المظهر. باستمرار وانتشار، ويدب النشاط الزراعي في الأرياف مع تطور القرى وأخذها بأسباب التحضر، بما يوفره رغد العيش وزيادة الإمكانات.

يضاف إلى ذلك أن إرساء الأردنيين لقيم المواطنة على أساس التعاقد الاجتماعي وعلى مبدأ التشارك فيما بينهم، قد ولد طاقة مجتمعية تنظم المواطنين وتدفعهم الى العمل بفاعلية، على اعتبار أن المواطنة علاقة قانونية واجتماعية بين المواطن ودولته، تمنحه حقوقاً على الدولة وتفرض عليه واجبات تجاهها، عندئذ يطمئن وتزداد ثقته بالدولة. ومن هنا ينجذب الانتباه إلى الأفق الفكري الذي تنتظم فيه قيم المواطنة، ليقوى المجتمع على مواجهة التحديات، اعتماداً على تفكير هادف يجسد قيم العدالة والحرية لتأطير المواطنة وحقوق الإنسان.

ثمة أخطارتحدق بالأردن، بشكل مباشر تتصل بمحيطه العربي، ومنها ما هو غير المباشر ميسور التعميم على مختلف انحاء المعمورة، يتمثل بالخطر الإعلامي الفضائي، كالتحرش السياسي بالأردن نظاماً وحكومة وكياناً، والفبركات الإعلامية والمفاهيم الخاطئة، ومحاولة إعادة رسم الخريطة السياسية للمنطقة، والخطر الثقافي المعولم بما يمس الثقافة السائدة. الأمر الذي يتطلب مواجهة جادة من الجبهة الداخلية للأردن، جغرافياً وإعلامياً وثقافياً وتربوياً.

إن الحالة الثقافية الاجتماعية العامة هذه، تستدعي الاستمرار في تحصين المجتمع الأردني، ضد الأخطار السالبة أو الملتبسة، بمزيد من «تماسك» الجبهة الداخلية ودرء الأخطار الخارجية و«ترسيخ» حالة الاطمئنان، و«تعزيز» مكانة الأردن إقليمياً وقومياً وعالمياً والانصراف إلى الفعل التنموي الانتاجي، وإعادة بناء المجتمع تربوياً واجتماعياً، في هذه الظروف العسيرة والفترة العصيبة، التي تتغير فيها موازين القوى بصورة مفاجئة ومتسارعة، وتتشكل معها التحالفات الإقليمية والدولية بصورة غريبة ومتناقضة.

يضاف إلى هذا ذاك التركيز الأردني الواضح على مستقبل الدولة الفلسطينية، في الفعل الوطني القومي الأردني، والذي يعبر عنه عالمياً ودولياً، وفقاً لحقيقة التوأمة الدائمة بين الأردن وفلسطين، والالتحام المستمر بين الآمال الوطنية والقومية الأردنية الفلسطينية، والتماسك الدائم بين الشعبين، تلكم التي تتجلى بالمنجزات التنموية رغم قسوة الظروف، وفي التحرك السياسي والدبلوماسي والإعلامي الواسع. إن غاية ما أرجوه أن تكون خصوصية الثقافة الأردنية، ودون تنكر للثقافة العربية، في أذهان من يعدون لاحتفاء المملكة بمئويتها الأولى، لتظ? منارة للثقافة الأردنية الوهاجة، ونموذجاً لثقافة الأمة العربية الراسخة.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF